هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبض الشهر : إذا أردت أن تعيش للأبد، فاكتب شيئا يستحق أن يقرأ .

قريبا يصدر ديوان عطر الخزامى للشاعر مولاي الحسن الحسيني

حصريا على منتدى الأدب لمبدعي الجنوب : دورة تكوينية في مجال المعلوميات ، محورها تعلم برنامج الشهير Excel من الصفر حتى الإحتراف

    الحل البرازيلي

    amzil
    amzil


    عدد المساهمات : 5
    نقاط : 15
    تاريخ التسجيل : 20/08/2010

    الحل البرازيلي Empty الحل البرازيلي

    مُساهمة  amzil السبت ديسمبر 11, 2010 7:35 am

    [right]الحل البرازيلي

    تراجع جديد يسجله الرئيس الاميركي باراك اوباما امام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدما اعلنت واشنطن صراحة انها لن تطالب اسرائيل بوقف البناء في مستوطنات الضفة الغربية لتسهيل عودة السلطة الفلسطينية الى المفاوضات. وهكذا تمكن نتنياهو من لي ذراع اوباما وتالياً نجح في قتل عملية التسوية التي لم يكن رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشدد مقتنعاً بها منذ البداية.
    وبعد القرار الاميركي ليس اسهل من إلقاء اللوم على الفلسطينيين في توقف عملية التسوية. هذا ما حصل ابان تولي نتنياهو رئاسة الوزراء بين 1996 و1999، وكذلك فعلها ايهود باراك عندما كان رئيساً للوزراء بين 1999 و2001. وشذ ارييل شارون عن القاعدة لأنه لم تجرِ قط مفاوضات ابان توليه السلطة بين 2001 و2005 وانصب اهتمامه على تدمير اتفاقات اوسلو والسلطة الفلسطينية بالكامل. وانشغل خلفه ايهود اولمرت بالحرب على لبنان، ولم تدم المفاوضات التي أجراها عقب مؤتمر انابوليس سوى اشهر قبل ان يشن الحرب على قطاع غزة ومن ثم توقفت المفاوضات من دون إحراز أي تقدم يذكر.
    وهذه المرة لن يكون هناك جديد على صعيد توجيه الاتهام الى الفلسطينيين. وكما فعل الرئيسان الاميركيان السابقان جورج بوش وبيل كلينتون عندما ألقيا باللوم عن توقف المفاوضات على الفلسطينيين، يتهيأ اوباما ليحذو حذوهما في ضوء رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس العودة الى المفاوضات المباشرة في ظل استمرار الاستيطان.
    ويستعد المسؤولون الاميركيون للقول كما يقول نتنياهو الآن، بأن السلطة الفلسطينية أجرت مفاوضات مع اسرائيل منذ 1991 بينما بناء المستوطنات مستمر، فلماذا الاصرار اليوم على تجميد الاستيطان شرطاً مسبقاً للعودة الى التفاوض.
    لقد كان التخلي الاميركي عن المطالبة بتجميد البناء في المستوطنات، اعترافاً فعلياً بانهيار المفاوضات. وهذا ما يضع السلطة الفلسطينية امام خيارات صعبة. فالعودة الى المفاوضات في ظل الاستيطان ستعني عملياً ان اسرائيل هي التي ترسم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة. وستشكل ايضاً حرجاً كبيراً لعباس وللعرب اذا ما قبلوا التفاوض وفق الشروط الاسرائيلية.
    ولا يبدو ان خيار الذهاب الى مجلس الامن بالمجدي لأن واشنطن ستستخدم الفيتو ضد أي مشروع قرار يعترف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، في حين ان طرح الموضوع امام الجمعية العمومية لن يحظى بالثقل الذي يحظى به قرار يصدر من مجلس الامن.
    كما ان ذهاب عباس الى خيار اتخاذ قرار بحل السلطة الفلسطينية من أجل إحراج اميركا واسرائيل لن يحدث التأثير المرجو منه. وفي الوقت الذي من المستبعد فيه اقدام السلطة على خيار المقاومة، تبدو مساحة التحرك امام السلطة ضيقة جداً.
    ومع عودة عملية التسوية الى الطريق المسدود، يفشل الرهان مجدداً على امكان ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على اسرائيل لحملها على القبول بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
    والأدهى من ذلك ان عباس لن يذهب الى حد اعلان الدولة من جانب واحد كي لا يقلب الطاولة على الجميع لانه لا يريد احراج الادارة الاميركية التي لن تعترف بهذه الدولة وكذلك لن يفعل الاتحاد الاوروبي، تفادياً للغضب الاسرائيلي.
    ووسط كل هذا اليأس، لاحت بارقة امل تمثلت في الاعتراف البرازيلي والارجنتيني قبل ايام بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967. ولم ينزل هذا الاعتراف برداً وسلاماً على اسرائيل او اميركا، لكنه شكل فاتحة لحراك دولي مستقل يمكن اذا ما توسع ان يشكل ثقلاً معنوياً يزيد الضغوط على الدولة العبرية ويعمق عزلتها دولياً.
    ويظهر الاعتراف البرازيلي والارجنتيني، كم هم مخطئون العرب عندما يضعون كل رهاناتهم على اميركا فقط!

    سميح صعب
    النهار اللبنانية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 6:43 pm