align=center]ـحــوريـــ[/align]ة
تجبت حينما رأيت الجو متعكرا متبدلا من حاله الإعتيادي إلى حالة إستيائية !! تعجبت حين رأيت البحر وأمواجه جيشا عرمرم ، كأنما العدو أمامـه لا ينتظر سوى بداية المعركة ، عتعجبت حين رأيت كل شيء يتساقط على رأسه والريـح تعوي والزوابع تصفر في كل مكان والعاصفة ترسل أوائل سحناتها ، تعجـبت حين رأيت الأشبـاح تتعالى والنواح والعويـل يمحو الأغاني والأناشيد الشجية، ومواكب الظلام تقف أمام الأحلام فلا يكون لها نهج الأنغام .
أدركت أن كل شيء كان بسبب واحد أنها موجودة هناك وملكها الشرس المبهم الحقائق، بدأت أسكت في قلبي وأسمعني متكلما قائلا : إنها لا تستحق كل هذا الشجن، وبينما أحاول الإبتعاد من داك المجلس هناك حداء الشاطئ لما جعلت جرفا مسنـدي فجأة أثارني جسم غير عادي يقترب مني... إنها حورية تراقـص الموجات ، هلعت وقمت وهممت لأخلي المكان، فأخرجـت صوتا خافتا تسلل من حنجرتها عابرا بين شفتـيها مشكلا في أذني نغمـات كسمفونية رائعة قائلة : لا تفزع.. لا تفزع.. فما أنا سوى رسول إليك أبلغتني أحاسـيسك وأنا راقدة في مضـجعي أواسط اليم، فتوارت بهجت الرقود فآهتزت نفسي وأخدت الرحيل إليك ، فأجبتها متلعثما : وماذا تريدين مني ؟؟ أجابت أريد راحتك، وقلت متعجبا ؟؟!! وما شأنك ؟ فأجابت : راحتك راحتي ، وبهجتك بهجتي، وسقمك سقمـي، فاستغربـت من كلامها المحير فاسنـدت مرفقيها على الجرف وذيلها المتوهج مازال يداعـب المياه الزرقاء الصافـية ، وبدأت في الكـلام : أتعرف أن الحياة تافهة والحزن عليها أمر تافه أيضا، فلا تنظر أبدا إلى الشمـوخ فقد تعيـي رقبتك تساوم مع رغائيك وتماشى مع ما لديك، إخلع كل شيء يعود بالحـزن والمأساة عليك من بواطـنه، أعلم أنك تحب الخلوة لأنك مللت مجاملة الخشن فها أنذا معك باللـطف والحس ، وأخدت عصـمة الكلام منها محاولا إيقافها فردت قائلة لا تقل شيئا فأنا أعرف ماذا ستقول ، أنها حبك الأول والأخير وأنك لا تستطيع أن تنساها وملكها الشرس مازال يراقبها ويكبلها بأغلال العيون الجاحضة، لكن ما العمل في ظل هذا السواد الداكن وأنت تريدها لك لا لغيرك اعلم أنها ليست آخر الحنينات اللطيفات ... فآلاف من هن في انتظارك يتمنون لقياك ...
وجدت كلامها باسـما في روحي وكوثـرا إغتسل به إحساسي المتكهرب بالشجـن، إذ داك ماسمعت إلا نداء متقطعا يتركه بخار يشبه الضبـاب المتقطع حاولت أن أستجـمع ندائه فوجدته يقول عليك أن تعيش مع صحوة البلابل ونغمة الينابيع ، عليك أن تبدل طلاء سفينة خيالك بألوان صفراء كشمـس المغيب، وخضراء كقلـب الربيع وزرقاء ككبد السماء وحمراء كسيـل النبيد، وارسم شراعها بالأحلام واستبشـر غدا بديعا يجذب العين يبهـج البصيرة، فذهبت مسامعي مع كلماتها... فأحسست بهدوء جلى بالمكان تركت الشاطـئ مغادرا مسترجعا كلماتها التي أصبحت صدا يعود كلما كانت الخلوة رفيقتي إلى الآن