هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبض الشهر : إذا أردت أن تعيش للأبد، فاكتب شيئا يستحق أن يقرأ .

قريبا يصدر ديوان عطر الخزامى للشاعر مولاي الحسن الحسيني

حصريا على منتدى الأدب لمبدعي الجنوب : دورة تكوينية في مجال المعلوميات ، محورها تعلم برنامج الشهير Excel من الصفر حتى الإحتراف

2 مشترك

    زوبعة فنجان

    ابراهيم أوحسين
    ابراهيم أوحسين
    رتبة المشرف


    عدد المساهمات : 77
    نقاط : 134
    تاريخ التسجيل : 12/08/2009

    زوبعة فنجان Empty زوبعة فنجان

    مُساهمة  ابراهيم أوحسين الأربعاء أغسطس 12, 2009 2:35 pm

    تراني قد بدأت يومها باقتراف حماقاتي ، الواحدة تلو الأخرى ، وأنا أمسك القلم بشراهة لأكتب كل التفاصيل ؟ لم أكن أخدم الحقيقة إلا بتفاهات من الكذب، والواقع حقا، أصبح مشهدا تمثيليا .. يتكرر فيمضي .. فما جدوى الكتابة إذن ؟
    أخذت ذاك القرار الصلب ، فكوني لم أسمعه لأحد ، لا يعني أن يكون سرا مخفيا .. استطعت أن أترك رسميات الورقة واليراع .. الواقع لم يتغير ، سواء كتبت أو لم أكتب .. ماذا جد اليوم فاستثنيتها من طقوسي اليومية ؟
    طلبت من النادل فنجانا آخر ، فأعلنت التمرد والثورة على أوراقي استعدادا ليومها الأخير.. أخذتني الحيرة التي وضعت قدما على بكرسي أمامي تعد القاصي والداني.. القيام بثورة أجدى والكتابة عنها أهون . هنا عثرت على الصفر الذي أبحث عنه .. أن أكتب عن شيء أعتزل بعده الكتابة .. ما الثورة ؟؟
    أن نكتب ما يعيش فينا ، لا أن نكتب ما نعيشه .. أخذت نفسي فبدأت أكتب .. ليست الثورة أبنية زجاجية ترى فيها ملامح البؤس والشفقة .. ليست جدرانا ونقوشا من أصفهان .. ليست تعداد أهرامات .. ليست اغتصاب أرض شخص نحيل وإهداءها لجبار مليء بالهواء .. ليست استنجادا بالآخرين من أجل رغيف .. ليست محفلا تدعى إليه غانية تغني وترقص عارية في شوارع المدينة .. ليست وليست ... الثورة أوروبا .. وعلم .. ويابان .. ماذا جد اليوم فاستثنيتها من طقوسي اليومية ؟ كانت الثورة التي قتلتني كما قتلت من قبل أبناءها ..
    كنت أنتظر حينها ذاك الشخص الذي كتبني لأول مرة . مازالت أتذكر أنني كتبت أول أقصوصة فوضوية ، فمدحني وأثنى بمكر علي ، فكانت فرحتي كفرحة طفل دعته أمه لمدينة الألعاب .. مازلت ذاك أنتظر لأطلق أمامه الجنون كما تزوجته منه ببركة من قساوسته..
    كيف لهذا أن يحدث في جلسة واحدة.. وما الذي أوصلني إلى هذا العبث ؟ كنت أكتب حالي ، لا بل أندبها ، كنت ألمع صورة الأيام ، لا بل أجمع رفاتها .. لهذا كنت أموت كل يوم .. لهذا فقط كنت أكتب .. فماذا جد اليوم إذن فاستثنيتها من طقوسي اليومية ؟
    مازال طابور الانتظار طويلا، أتسلى باغتيال أعقاب السجائر، وارتقاء سلم اليأس مع ورقة عانس تنتظر زوجا.. لاحدود للنهار في يوم صيفي ، والشعراء كما أذكر فراشات تموت في الصيف.
    أفقت من غفوتي على كف تربت على كتفي..كان عبد الله الذي من أجله انتظرت الطلاق الأخير..
    - بلا مقدمات .. أريد أن أشفى من لعنة القلم والورق..
    - لا تستطيع ..
    - لا تضع أمامي حواجز مستحيلة ، كفاك سخرية .. أريد أن يتوقف الزمن الآن.. كنت السبب في غصة الحلق.. أرفض فعل الكتابة .. هذا كل شيء .
    - لا تستطيع الفكاك من إنسان يكتب بدواخلك ، كما لا تستطيع الهروب من رفيقي اليمين والشمال .. إنها زوبعة فنجان فقط ، لا تلبث أن تهدأ بعد حين ..
    لحظتها بدا لي أن معين دمعي وشيك ، ربما لإيثار الصمت الرهيب أمامه ، أو لانهزامي على الطاولة بشكل رائع .. المهم أنني تجاهلت أرواح المقهى ململما أوراقي ، معلنا كتابة ثورة أخرى.. وفق طقوس أخرى ..
    avatar
    خالد بناني
    رتبة المشرف


    عدد المساهمات : 52
    نقاط : 94
    تاريخ التسجيل : 16/08/2009

    زوبعة فنجان Empty ....................................

    مُساهمة  خالد بناني الثلاثاء أغسطس 25, 2009 8:19 am

    كيف لم أعلق على هذه التحفة حتى الآن ؟؟؟؟؟
    و الله آسف
    ابراهيم أوحسين
    ابراهيم أوحسين
    رتبة المشرف


    عدد المساهمات : 77
    نقاط : 134
    تاريخ التسجيل : 12/08/2009

    زوبعة فنجان Empty رد: زوبعة فنجان

    مُساهمة  ابراهيم أوحسين الأحد يناير 03, 2010 8:04 am

    المهم أنك مررت وجانبتها ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:22 am