- دهشة -
..تطلعت اليه بشغف ..ككل مرة يجلس مقابلا لها..ينتظر ورقة حسابية باردة..و هي تغلي أمامه من من الدهشة و الانبهار..دون أن يلحظ شيئا..يغادر كالعادة..يتبادلان كلمات عادية كالعادة..تستدرجه للكلام..يجيب باقتضاب..يعاملها كموظفة..بلباقة..وهي ترمقه كأمير من العصور الوسطى..
- لنا لقاء..بصوته الهادئ البارد غير العابئ ..بتقلباتها..يرحل ..فيرحل..فيرحل.. تعود من جديد الى زاويتها..تفكر به..تحلم ..و تحلم..وتحلم..
-صديقة-
..تهاتف صديقتها ككل مساء..تروي لهل بنفس الحماس كانها تخبرها شيئا جديدا كونها تحبه ..وتحبه..وتحبه.. كعادة صديقتها ترد عن ملل من سمع هذه الرواية دهرا..تنصحها أن حبها وهم ..مادام لا يبادلها اياه..ترفض و تتشبت بالأمل..
..تحاكيه في مطاعمه..ترصد جميع لقائاته..اجتماعانه..تتواجد بل توجد نفسهاعلى مقربة من يومياته..و بديهيات حياته..و في كل مرة ..يصادف لقائه..يجاملها بنفس الصوت الهادئ البارد: - نشوفك
-صباح-
..تمل "جين" من روايات صدقتها العاشقة..فتقرر رؤية تلك الأسطورة التي غزلتها صديقتها على مسامعها..عمرا..
تجلسان في مطعمه المعتاد..الذي صار مطعمها المعتاد..أيضا فقد ورثت عاداته ومواعيده..رغما عنها..
-صدفة حلوة..
-أنا الأسعد..
-"جين" صديقتي, فنانة..
-تشرفنا..
يتسرب صوته هادئا كالعادة و هي تنتفض من الهوى والجوى..أمامه..فيدعو نفسه للغذاء معهما على غير العادة..تفرح..تزغرد أحلامها..سيجالسها ..صباح حب ..صباح عيد..صباحك عزيزي الرجل..تستمتع..بكلماته..حتى لو لم تكن موجهة لها..يطربها صوته..حركاته..تعشقه كحمقاء ..الى أبعد التفاصيل..تستحضر البلاهة في حضرته.....
يهرب صوتها فرحا..و دهشة..ليأتي صوت "جين" بدله..لتناقشه بالفن والشعر..فيدعوها لتصنع له لوحة ..باعتباره عاشقا للفن و الفنانين..يرمي رقمه على الطاولة..بصوته الهادئ المعتاد..: - نشوفك
يغمى على العاشقة من فرحة الرقم..أول حجر يرمي به في بركة أشواقها التي لا تكف عن الجريان كان لا صبيب لها غيره..
....و البداية كانت رقما....
-لوحة-
..اقتنعت "جين" أخيرا بعد الحاح صديقتها..أن ترسم لوحة لبطل أساطيرها..لكن "جين لم تكن يوما فنانة تحت الطلب..كانت مزاجية في كل شيء..في تقلباتها العاطفية..و في فنها طبعا..فقبلت العرض لأجل عيون صديقتهابتافف من يجامل عاشقة مسكينة..
و بدأت رحلة رسم الأقدار بعد يومين من من ذاك الصباح الزهري في عينيها..استطاعت بفضل" جين "أن ترى فارسها كل يوم ..و أصبحت التكلفة ترفع بينهما تدريجيا..بل و أصبح اصراره على الغذاء معهما..و الحديث اليهما..يسعدها..فتحس كل يوم أنها على مقربة خطوة حب..من قلبه..كانت تلمح في عينيه هو أيضا ..لمحة سعادة و نصر..في كل مرة يرقب "جين ترسم..و هي تحادثه..فتدري انه ايضا على وشك مصافحة حب ما ..
...و تبعثرت الألوان على لوحة "جين" على طول الأيام..متشابكة ..متداخلة..كأحاديثهم تماما..و لقائاتهم..التي صارت روتينية.. كل يوم..
..و أصبحت السعادة ..تغمر طاولتهم الغذائية..عاشقة في قمة النشوة والسعادة..و فنانة متحمسة لألوانها و فرشاتها..و رجل منصهر في الجو الحميمي ..الذي كان يفتقده في حياته الفارغة الباردة التي كان يعيشها على ايقاع أرقام صفقاته..
-اعتراف-
-"جين" أحبك..
-عفوا؟..نعم ..أقصد..
تمالك "جين" رهبة من الكلمات المتقاطعة التي جعلت رأسها يذهب للحظة..تقشعرت اصابعها من فرط ما اندهشت ..لم تكن فرحة ..لم تكن خيبة ..لم يكن اتصارا ..لم يكن ما انتظرت ..لم يكن ما أملت ..كان شيئا ما ..خليطا من كل شيء..
..من قلب مبعثر لصديقة أحبتها..من رجل يقف أمامها ..منتصبا يردد كلمات لعاشق قد صام الحب دهرا..و هي بين صديقة ..ورجل..توقفت بها الفرشاة منتصبة..تبحث عن لون مناسب..لما هي فيه..
هي أيضا كانت فتاة تبحث من يكبح جماح تمردها ..و هو كان رجل القوة في عينيها.. لكنها لم تبحث عنه هي من رمته..في طريقها..هي من أصرت على لقائهما..هي من فعلت كل شيء..ليحبا بعضهما..
..وتوالت كلماتهما..و همساتهما..و تساقطت الألوان و الأقنعة ..و صار كل منهما..يعيش في الآخر ..و بكت"جين"...و فرحت..و كاد يغمى عليها..من مجرد التفكير في إخبار صديقتها بشيء..
..و في صباح زهري.. آخر ..انتهت اللوحة..
-خيبة-
رمقت "جين بنوع من الشوق المغلف بالشك..لم تعد تهاتفها..و تحادثها..كما تعودتا..لم تعد علاقتهما كما كانت..أحست أن هناك شيئا ما ..يشغل صديقتها أرادت أن تسألها لمرات عدة فترددت..حتى قررت ..مفاتحتها..على شك و ريبة وخوف..
تعذرت "بجين" بجميع أنواع الأعذار..التي صنعتها على عجل أمام عيون صديقتها..التي لم تقتنع بشيء مما تقوله ..تعلقهما في يأس ..تنظر وجه صديقتها..تصمت..
..تجمع "جين" أشيائها منذرة صديقتها بانتهاء اللوحة..و انتهاء القصة..
-نصحتك بالتناسي حبك مجرد وهم,هناك أخرى..
-من تكون؟
-لا أدري..
تنهمر الدموع في عينيهما..منذرة بشتاء عشقي خائب..باحلام تكسرت على جدران واهية ..بصداقة اندثرت..بين قلبين..بشتاء لا ينذر بربيع بعده ..لا يحمل غير شمس حارة ..و قلوب قاحلة من كل شيء ..
تأملت صديقتها في مرارة..و في غصة ..تنفث وجعا ..وجعا لأمرأة أجهضت كل شيء دفعة واحدة..على بغتة..صديقة ورجلا..صداقة و عشقا..حلما و أمانا..تبعثرت كلماتها في الهواء كالمغشي عليها:
-و أنت؟
-آسفة ..آسفة..أحبه..
..تطلعت اليه بشغف ..ككل مرة يجلس مقابلا لها..ينتظر ورقة حسابية باردة..و هي تغلي أمامه من من الدهشة و الانبهار..دون أن يلحظ شيئا..يغادر كالعادة..يتبادلان كلمات عادية كالعادة..تستدرجه للكلام..يجيب باقتضاب..يعاملها كموظفة..بلباقة..وهي ترمقه كأمير من العصور الوسطى..
- لنا لقاء..بصوته الهادئ البارد غير العابئ ..بتقلباتها..يرحل ..فيرحل..فيرحل.. تعود من جديد الى زاويتها..تفكر به..تحلم ..و تحلم..وتحلم..
-صديقة-
..تهاتف صديقتها ككل مساء..تروي لهل بنفس الحماس كانها تخبرها شيئا جديدا كونها تحبه ..وتحبه..وتحبه.. كعادة صديقتها ترد عن ملل من سمع هذه الرواية دهرا..تنصحها أن حبها وهم ..مادام لا يبادلها اياه..ترفض و تتشبت بالأمل..
..تحاكيه في مطاعمه..ترصد جميع لقائاته..اجتماعانه..تتواجد بل توجد نفسهاعلى مقربة من يومياته..و بديهيات حياته..و في كل مرة ..يصادف لقائه..يجاملها بنفس الصوت الهادئ البارد: - نشوفك
-صباح-
..تمل "جين" من روايات صدقتها العاشقة..فتقرر رؤية تلك الأسطورة التي غزلتها صديقتها على مسامعها..عمرا..
تجلسان في مطعمه المعتاد..الذي صار مطعمها المعتاد..أيضا فقد ورثت عاداته ومواعيده..رغما عنها..
-صدفة حلوة..
-أنا الأسعد..
-"جين" صديقتي, فنانة..
-تشرفنا..
يتسرب صوته هادئا كالعادة و هي تنتفض من الهوى والجوى..أمامه..فيدعو نفسه للغذاء معهما على غير العادة..تفرح..تزغرد أحلامها..سيجالسها ..صباح حب ..صباح عيد..صباحك عزيزي الرجل..تستمتع..بكلماته..حتى لو لم تكن موجهة لها..يطربها صوته..حركاته..تعشقه كحمقاء ..الى أبعد التفاصيل..تستحضر البلاهة في حضرته.....
يهرب صوتها فرحا..و دهشة..ليأتي صوت "جين" بدله..لتناقشه بالفن والشعر..فيدعوها لتصنع له لوحة ..باعتباره عاشقا للفن و الفنانين..يرمي رقمه على الطاولة..بصوته الهادئ المعتاد..: - نشوفك
يغمى على العاشقة من فرحة الرقم..أول حجر يرمي به في بركة أشواقها التي لا تكف عن الجريان كان لا صبيب لها غيره..
....و البداية كانت رقما....
-لوحة-
..اقتنعت "جين" أخيرا بعد الحاح صديقتها..أن ترسم لوحة لبطل أساطيرها..لكن "جين لم تكن يوما فنانة تحت الطلب..كانت مزاجية في كل شيء..في تقلباتها العاطفية..و في فنها طبعا..فقبلت العرض لأجل عيون صديقتهابتافف من يجامل عاشقة مسكينة..
و بدأت رحلة رسم الأقدار بعد يومين من من ذاك الصباح الزهري في عينيها..استطاعت بفضل" جين "أن ترى فارسها كل يوم ..و أصبحت التكلفة ترفع بينهما تدريجيا..بل و أصبح اصراره على الغذاء معهما..و الحديث اليهما..يسعدها..فتحس كل يوم أنها على مقربة خطوة حب..من قلبه..كانت تلمح في عينيه هو أيضا ..لمحة سعادة و نصر..في كل مرة يرقب "جين ترسم..و هي تحادثه..فتدري انه ايضا على وشك مصافحة حب ما ..
...و تبعثرت الألوان على لوحة "جين" على طول الأيام..متشابكة ..متداخلة..كأحاديثهم تماما..و لقائاتهم..التي صارت روتينية.. كل يوم..
..و أصبحت السعادة ..تغمر طاولتهم الغذائية..عاشقة في قمة النشوة والسعادة..و فنانة متحمسة لألوانها و فرشاتها..و رجل منصهر في الجو الحميمي ..الذي كان يفتقده في حياته الفارغة الباردة التي كان يعيشها على ايقاع أرقام صفقاته..
-اعتراف-
-"جين" أحبك..
-عفوا؟..نعم ..أقصد..
تمالك "جين" رهبة من الكلمات المتقاطعة التي جعلت رأسها يذهب للحظة..تقشعرت اصابعها من فرط ما اندهشت ..لم تكن فرحة ..لم تكن خيبة ..لم يكن اتصارا ..لم يكن ما انتظرت ..لم يكن ما أملت ..كان شيئا ما ..خليطا من كل شيء..
..من قلب مبعثر لصديقة أحبتها..من رجل يقف أمامها ..منتصبا يردد كلمات لعاشق قد صام الحب دهرا..و هي بين صديقة ..ورجل..توقفت بها الفرشاة منتصبة..تبحث عن لون مناسب..لما هي فيه..
هي أيضا كانت فتاة تبحث من يكبح جماح تمردها ..و هو كان رجل القوة في عينيها.. لكنها لم تبحث عنه هي من رمته..في طريقها..هي من أصرت على لقائهما..هي من فعلت كل شيء..ليحبا بعضهما..
..وتوالت كلماتهما..و همساتهما..و تساقطت الألوان و الأقنعة ..و صار كل منهما..يعيش في الآخر ..و بكت"جين"...و فرحت..و كاد يغمى عليها..من مجرد التفكير في إخبار صديقتها بشيء..
..و في صباح زهري.. آخر ..انتهت اللوحة..
-خيبة-
رمقت "جين بنوع من الشوق المغلف بالشك..لم تعد تهاتفها..و تحادثها..كما تعودتا..لم تعد علاقتهما كما كانت..أحست أن هناك شيئا ما ..يشغل صديقتها أرادت أن تسألها لمرات عدة فترددت..حتى قررت ..مفاتحتها..على شك و ريبة وخوف..
تعذرت "بجين" بجميع أنواع الأعذار..التي صنعتها على عجل أمام عيون صديقتها..التي لم تقتنع بشيء مما تقوله ..تعلقهما في يأس ..تنظر وجه صديقتها..تصمت..
..تجمع "جين" أشيائها منذرة صديقتها بانتهاء اللوحة..و انتهاء القصة..
-نصحتك بالتناسي حبك مجرد وهم,هناك أخرى..
-من تكون؟
-لا أدري..
تنهمر الدموع في عينيهما..منذرة بشتاء عشقي خائب..باحلام تكسرت على جدران واهية ..بصداقة اندثرت..بين قلبين..بشتاء لا ينذر بربيع بعده ..لا يحمل غير شمس حارة ..و قلوب قاحلة من كل شيء ..
تأملت صديقتها في مرارة..و في غصة ..تنفث وجعا ..وجعا لأمرأة أجهضت كل شيء دفعة واحدة..على بغتة..صديقة ورجلا..صداقة و عشقا..حلما و أمانا..تبعثرت كلماتها في الهواء كالمغشي عليها:
-و أنت؟
-آسفة ..آسفة..أحبه..